سورة البقرة - تفسير تفسير الجلالين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{كَيْفَ تَكْفُرُونَ} يا أهل مكة {بالله وَ} قد {كُنتُمْ أمواتا} نطفاً في الأصلاب {فأحياكم} في الأرحام والدنيا بنفخ الروح فيكم؟ والاستفهام: للتعجب من كفرهم مع قيام البرهان أو: للتوبيخ {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} عند انتهاء آجالكم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} بالبعث {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} تُردَّون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم. وقال دليلاً على البعث لمّا أنكروه.


{هُوَ الذى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الأرض} أي: الأرض وما فيها {جَمِيعاً} لتنتفعوا به وتعتبروا {ثُمَّ استوى} بعد خلق الأرض: أي قصد {إِلَى السماء فسواهن} الضمير يرجع إلى (السماء) لأنها في معنى الجملة الآيلة إليه أي صيرها كما في آية أخرى {فقضاهن} [12: 41] {سَبْعَ سموات وَهُوَ بِكُلّ شَئ عَلِيمٌ} مجملاً ومفصلاً أفلا تعتبرون أنّ القادر على خلق ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم.


{وَ} اذكر يا محمد {إِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة إِنّى جَاعِلٌ فِى الأرض خَلِيفَةً} يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ الدماء} يريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال {وَنَحْنُ نُسَبّحُ} متلبسين {بِحَمْدِكَ} أي: نقول سبحان الله وبحمده {ونقدس لك} ننزهك عما لايليق بك فاللام زائدة والجملة: حال أي: فنحن أحق بالاستخلاف. {قَالَ} تعالى {إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من المصلحة في استخلاف آدم وأن ذريته فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا: لن يخلق ربنا خلقاً أكرم عليه منا ولا أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق الله تعالى آدم من أديم الأرض أي: وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة وسوَّاهُ ونفخ فيه الروح فصار حيواناً حساساً بعد أن كان جماداً.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13